8. مسلم النيسابوري بإسناده: عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، قال: غدونا على عبد الله بن مسعود يوماً بعدما صلّينا الغداة، فسلّمنا بالباب، فأذن لنا، قال: فمكثنا بالباب هنيّة، قال: فخرجت الجارية، فقالت: ألا تدخلون؟ فدخلنا فإذا هو جالس يسبّح، فقال: ما منعكم أن تدخلوا وقد اُذن لكم؟ فقلنا: لا، إلّا أنّا ظننّا أنّ بعض أهل البيت نائم، قال: ظننتم بآل ابن اُم عبد غفلة؟ قال: ثمّ أقبل يسبّح حتّى ظنّ أنّ الشمس قد طلَعَت، فقال: يا جارية! انظري هل طلعت؟ قال: فنظرت، فإذا هي لم تطلع، فأقبل يسبّح حتّى إذا ظنّ أنّ الشمس قد طلعت، قال: يا جارية انظري هل طلعت؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت، فقال: الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا .... (۱)

9. الحاكم النيسابوري بإسناده: عن قيس بن مدرك بن عوف الأحمسي، قال: مررت ببلال وهو في المسجد، فقلت: يا أبا عبد الله، ما يجلسك؟ فقال: أنتظر طلوع الشمس. (۲)

10. الطبراني بإسناده: عن إبراهيم، حدّثني من رأى ابن مسعود صلّى الفجر، ثمّ قعد فلم يقم لصلاة حتّى نودي بالظهر، فقام فصلّى أربعاً. (۳)

11. عبد الرزّاق: عن الثوري، عن عثمان البتي، قال: قلت: الرجل يجلس في مصلّاه بعد الفجر أحبّ إليك، أم الذي يأتي الفرائض؟ قال: بل الذي يجلس في مجلسه أحبّ إليّ. (۴)

ويأتي في الباب ۵۰ من أبواب الذكر ما يدلّ عليه.

۱۹ - باب استحباب لعن أعداء الدين عقيب الصلاة بأسمائهم (۵)

1. مسلم النيسابوري: حدّثنا عبد الله بن عمر بن محمّد بن أبان الجعفيّ، حدّثنا عبد الرحيم - يعني ابن سليمان -، عن زكريّاء، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأوديّ، عن ابن مسعود، قال: بينما رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يصلّي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نُحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيّكم يقوم إلى سَلیٰ (۶) جزور بني فلان فيأخذه، فيضعه في كتفَي محمّد صلّی الله علیه و آله و سلّم إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه، فلمّا سجد النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم وضعه بين كتفيه، قال: فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر، لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، والنبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم ساجد ما يرفع رأسه، حتّى انطلق إنسان فأخبر فاطمة علیه السلام، فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه، ثمّ أقبلت عليهم تشتمهم، فلمّا قضى النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم صلاته رفع صوته، ثمّ دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثاً وإذا سأل سأل ثلاثاً، ثمّ قال: «اللّٰهمّ عليك بقريش» ثلاث مرّات، فلمّا سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته، ثمّ قال: «اللّٰهمّ عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عقبة، واُميّة بن خلف، وعقبة بن أبي معيط»، وذكر السابع ولم أحفظه، فوالّذي بعث محمّداً صلّی الله علیه و آله و سلّم بالحقّ! لقد رأيت الذين سمّىٰ صرعىٰ يوم بدر، ثمّ سُحبوا إلى القليبِ، قليبِ بدر. (۷)

۱. . صحيح مسلم: ج۱ ص۵۶۴ ح۲۷۸، صحيح ابن حبّان: ج۶ ص۳۴۱ ح۲۶۰۷، المعجم الكبير: ج۹ ص۲۰۴ ح۸۹۰۱، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص۷۶ ح۱۴۸ كلّها مثله.

۲. . المستدرك على الصحيحين: ج۳ ص۳۱۹ ح۵۲۳۴، المعجم الكبير: ج۱ ص۳۳۸ ح۱۰۱۴، المصنّف لابن أبي شيبة: ج۱۳ ص۴۴۳ ح۲۶۹۱۱.

۳. . المعجم الكبير: ج۹ ص۲۹۸ ح۹۲۸۴.

۴. . المصنّف لعبد الرزّاق: ج۲ ص۲۳۹ ح۳۲۰۳.

۵. . وسائل الشيعة: ج۶ ص۴۶۲.

۶. . السَّلیٰ: الجِلد الرقیق الذي یخرج فیه الولد من البطن اُمّه ملفوفاً فیه. وقیل: هو في الماشیة السَّلیٰ، وفي الناس المَشِیمة (النهایة: ج۲ ص۳۹۶ «سلا»).

۷. . صحيح مسلم: ج۳ ص۱۴۱۸ ح۱۰۷، صحيح البخاري: ج۱ ص۹۴ ح۲۳۷ مثله.