133. معاني الأخبار عن ابن عبّاس : دارُ السَّلامِ الجَنَّةُ، و أهلُها لَهُمُ السَّلامَةُ مِن جَميعِ الآفاتِ وَ العاهاتِ وَ الأَمراضِ وَ الأَسقامِ، و لَهُمُ السَّلامَةُ مِنَ الهَرَمِ وَ المَوتِ و تَغَيُّرِ الأَحوالِ عَلَيهِم. و هُمُ المُكرَمونَ الَّذينَ لا يُهانونَ أبَداً، و هُمُ الأَعِزّاءُ الَّذينَ لا يَذِلّونَ أبداً، و هُمُ الأَغنِياءُ الَّذينَ لا يَفتَقِرونَ أبَداً، و هُمُ السُّعَداءُ الَّذينَ لا يَشقَونَ أبَداً، و هُمُ الفَرِحونَ المُستَبشِرونَ الَّذينَ لا يَغتَمّونَ و لا يَهتَمّونَ أبَداً، و هُمُ الأَحياءُ الَّذينَ لا يَموتونَ أبَداً. فَهُم في قُصورِ الدُّرِّ وَ المَرجانِ، أبوابُها مُشرَعَةٌ إلىٰ عَرشِ الرَّحمٰنِ، (وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)(۱). (۲)

۵ / ۹

وهٰذِهِ الأَوصافُ‏

134. الإمام عليّ علیه السلام‌ - في كِتابِهِ إلىٰ أهلِ مِصرَ، بَعدَ ذِكرِهِ لِلنّارِ و أوصافِها - : اِعلَموا - يا عِبادَ اللّٰهِ - أنَّ مَعَ هٰذا رَحمَةَ اللّٰهِ الَّتي لا تَعجِزُ عَنِ العِبادِ، «جَنَّةٌ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الأَرْضِ، أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» (۳)، خَيرٌ لا يَكونُ مَعَها شَرٌّ أبَداً، لَذّاتُها لا تُمَلُّ، و مُجتَمِعُها لا يَتَفَرَّقُ، سُكّانُها قَد جاوَرُوا الرَّحمٰنَ، و قامَ بَينَ أيديهِمُ الغِلمانُ، بِصِحافٍ مِنَ الذَّهَبِ فيهَا الفاكِهَةُ وَ الرَّيحانُ. (۴)

135. عنه علیه السلام: أمّا أهلُ الطّاعَةِ فَأَثابَهُم بِجِوارِهِ، وخَلَّدَهُم في دارِهِ، حَيثُ لا يَظعَنُ (۵) النُّزّالُ، و لا تَتَغَيَّرُ بِهِمُ الحالُ، و لا تَنوبُهُمُ الأَفزاعُ، و لا تَنالُهُمُ الأَسقامُ، و لا تَعرِضُ لَهُمُ الأَخطارُ، و لا تُشخِصُهُمُ الأَسفارُ. (۶)

136. عنه علیه السلام‌ - في صِفَةِ الجَنَّةِ - : دَرَجاتٌ مُتَفاضِلاتٌ، و مَنازِلُ مُتَفاوِتاتٌ، لا يَنقَطِعُ نَعيمُها، و لا يَظعَنُ‏ مُقيمُها، و لا يَهرَمُ خالِدُها، و لا يَبأَسُ‏ (۷) ساكِنُها. (۸)

۱. . عُقْبى الدار: العاقبة المحمودة (مجمع البحرین: ج ۲ ص ۱۲۴۰ «عقب»).

۲. . معاني الأخبار: ص ۱۷۶ ح ۱.

۳. . اقتباس من الآیة ۲۱ من سورة الحدید والآیة ۱۳۳ من سورة آل عمران.

۴. . الأمالي للمفید: ص ۲۶۶ ح ۳ عن أبي إسحاق الهمداني، الأمالي للطوسي: ص ۲۹ ح ۳۱، بحار الأنوار: ج ۳۳ ص ۵۴۷.

۵. . ظَعَن: ذهبَ و سار (لسان العرب: ج ۱۳ ص ۲۷۰ «ظعن»).

۶. . نهج البلاغة: الخطبة ۱۰۹، بحار الأنوار: ج ۷ ص ۱۱۴ ح ۴۹.

۷. . بئِسَ یَبأسُ: افتقر و اشتدّت حاجته (النهایة: ج ۱ ص ۸۹ «بأس»).

۸. . نهج البلاغة: الخطبة ۸۵، بحار الأنوار: ج ۸ ص ۱۶۲ ح ۱۰۳.